منذ ساعات

الملف الصحفي

ماذا فعلنا لإعادة المستثمر السعودي قبل جذب الأجنبي؟!

جريدة الاقتصادية الأربعاء 14 المحرم 1426هـ - 23 فبراير 2005م – العدد 4153

ماذا فعلنا لإعادة المستثمر السعودي قبل جذب الأجنبي؟!

عبد الله العلمي
أتطلع لأن تفعل الهيئة العامة للاستثمار دورها لتوحيد الجهود لجذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. نريد من الهيئة مضاعفة جهودها في توضيح الفرص الاستثمارية المتاحة للمشروعات المشتركة مع الاستثمار الأجنبي في السعودية.
لم أشعر ببرودة الجليد الذي استقبلني عندما حطت الطائرة في مطار فيينا الأسبوع الماضي. السبب بسيط جداً وهو أنني كنت أقرأ طوال الرحلة تقرير مجلس الوحدة الاقتصادية العربية وأصابني من الإحباط و''التجمد'' الحسي ما يمنحني مناعة ضد أي تجمد وتلبد جسدي آخر. فقد ارتفع حجم الديون العربية إلى أكثر من 160 مليار دولار، ما يعوق تحقيق معدلات التنمية في الدول العربية. أضف لذلك ما كشف عنه أخيرا رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية أن الاستثمارات السعودية في الخارج تجاوزت تريليون دولار. كنت أقرأ و''أذاكر'' ما جلبته معي من التقارير الاقتصادية تلبية لدعوة من رجال أعمال نمساويين لنتشاور في أمور اقتصاد هذا العالم الكبير الصغير. قلت رأيي بصراحة، فنحن نتعرض لضغوط هائلة من جانب التكتلات الاقتصادية الدولية والإقليمية لفتح شوارعنا وبيوتنا وقرانا ومدننا وجعلها مجرد سوق لدخول المنتجات الأجنبية. لا أقصد هنا أن أزيدكم إحباطاً ولكن لماذا لا تزيد الاستثمارات الأوروبية في العالم العربي مثلاً على ثلاثة مليارات دولار بينما يستثمر العرب في أوروبا أكثر من 365 مليار دولار؟ لتأكيد أهمية تأثير الاستثمارات الأجنبية على الاقتصاد المحلي أطرح المثال التالي: المعروف أن حجم الأموال العربية في الولايات المتحدة تزداد سنوياً تقريباً بمقدار 30 مليار دولار. وكما تشير الإحصائيات الرسمية الأمريكية، فإن كل مليار دولار يوظفه الأجانب في الاقتصاد الأمريكي يخلق عندهم 30 ألف وظيفة جديدة. الحساب البسيط يوضح أن الرساميل العربية في أمريكا توفر نحو خمسة ملايين وظيفة، بينما تعاني معظم الدول العربية من البطالة والفقر والجهل ونقص الاستثمارات الخارجية. ولأننا دائماً نسعى لكي نحافظ على المرتبة الأولى، فإن 90 في المائة من الأموال العربية المهاجرة تخص رجال الأعمال الخليجين الذين فضلوا استثمار أكثر من تريليون (ألف مليار) دولار في الخارج، مؤكدين على صحة المثل القائل ''دجاجة تكاكي عندنا وتبيض برة''. من ضمن هذا الكم الهائل من ''البيض'' هناك البيض بالدولار والبيض باليورو، وكذلك البيض بالعملات الخليجية الشقيقة. فقد بدأت الاستثمارات السعودية تتدفق إلى دبي خلال الأعوام القليلة الماضية حتى بلغت حالياً نحو 60 مليار درهم إماراتي. لن أستبق الأحداث عن توقعات هذا العام، فهناك احتمال أن تصل الاستثمارات السعودية خلال منتصف العام الجاري 2005 إلى أكثر من 100 مليار درهم، في ظل التسهيلات التي تقدمها حكومة دبي للمستثمرين الأجانب. حقاً أبدعت أسمهان في كل ما قدمته إلا في أغنية ''ليالي الأنس في فيينا''، فقد كانت ليلة عشاء عمل شديدة البرودة وقاسية الملامح برغم دفء القهوة الأوروبية والنقاش الحار. الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هي: لماذا نلوم المواطن الذي يريد الاستثمار في الخارج؟ ماذا فعلنا نحن لتشجيع المواطن للاستثمار داخل البلد؟ ماذا فعلنا لتشجيع المستثمر الأجنبي للاستثمار عندنا؟ ما دور مركز الاستثمار الذي أنشأته الغرفة التجارية الصناعية في الرياض منذ نحو أربع سنوات؟ المفروض أن يكون هذا المركز أحد أهم مراكز المعلومات والدراسات الاستثمارية المطورة والحديثة، والتي تركز على الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي، التجاري، الخدمي، والزراعي في المنطقة. نريد من المركز أن يفعل الهدف من إنشائه، وذلك بإعداد الدراسات حول مزايا الاستثمار في السعودية والحوافز التي يوفرها نظام الاستثمار الأجنبي للمستثمرين. مجالات الاستثمار عندنا والحمد لله متوافرة، وتشمل التعدين وسكة الحديد ومشاريع الغاز والبتروكيماويات والتأمين والاتصالات وغيرها، ولكن ما الضمانات أن هذه المشاريع سيتم تفعيلها وأنها لن تلحق بركاب المشاريع والقرارات ''الإنشائية'' المنسية الأخرى؟ ومن هذا المنطلق أتطلع لأن تفعل الهيئة العامة للاستثمار دورها لتوحيد الجهود لجذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. نريد من الهيئة مضاعفة جهودها في توضيح الفرص الاستثمارية المتاحة للمشروعات المشتركة مع الاستثمار الأجنبي في السعودية وذلك بالتنسيق مع رجال الأعمال والمكاتب الاستثمارية والممثليات السعودية في الخارج. علينا البدء بفتح منافذ استثمار جديدة وسن تشريعات متحررة حديثة تواكب قطار النمو الاقتصادي العالمي السريع، ما سيكون له الأثر الإيجابي في توسيع قاعدة الاستثمار. ليس هناك أهم من تشجيع الاستثمارات في السعودية، ولكن لا بد أن نعمل على ترويج المزايا التي تمنحها السعودية للمستثمرين مع تنمية الوعي بأساسيات ومستحدثات الأنشطة الاستثمارية المختلفة، وتحسين المناخ الاستثماري. نريد رصد الفرص الاستثمارية لمختلف المنشآت والأنشطة التجارية في السعودية مع تأهيل المؤسسات المختصة لإعداد الدراسات العلمية عن واقع الاستثمار ومقومات تطوير الركائز الرئيسية للنشاط الاستثماري بالسعودية. باختصار شديد نريد جذب المستثمر السعودي أولاً قبل أن ننجح بإقناع الآخرين بالاستثمار لدينا، فقد ولّت مواسم الطفرة إلى غير رجعة. ودّعتني فيينا بمثل ما استقبلتني به من برد ومطر وزمهرير ولم أشعر بالدفء إلا عندما نبهتني المضيفة الحسناء إلى ضرورة ''ربط الحزام'' ، وهي لا تعلم أنها قد أيقظت مصطلحاً قديماً في قاموسي الاقتصادي المتجمد.

نظام الاستثمار الأجنبي
تنظيم الهيئة العامة للإستثمار

إنشاء هيئة سوق المال وتخفيض الضريبة وتطوير الانظمة ضرورات لتدفق الاستثمارات
البيروقراطية في الإجراءات الحكومية والقضائية والضريبية تعرقل الاستثمار
منتدى الرياض فرصة لطرح مشاكل الاستثمارات النسائية.. وتذليل المعوقات الإجرائية
انتقال الاستثمارات السعودية إلى دول مجاورة.. والبطالة ودور المرأة اقتصادياً
مطالبات بصياغة أنظمة جديدة وتحديث القديمة ومعاقبة المقصرين
نظمنا مازالت تقف عائقاً أمام جذب الاستثمارات الأجنبية
معوقات الاستثمار
50 عضواً يسقطون توصية عن الاستثمار
سقوط توصية تطالب بتقييد صلاحية رخص الاستثمار الأجنبي
اتفاقية مع الجهات الحكومية لإيجاد حلول لمعوقات الاستثمار
"الشورى" يطالب بالعمل على تذليل معوقات الاستثمار الأجنبي
دراسة سعودية تطالب بتطوير البنية التحتية بالمملكة لجذب الاستثمارات العالمية
أنقذوا الاستثمار (1)
نظام تشجيع الاستثمار