منذ ساعات

الملف الصحفي

التأشيرات ... العقبة الأهم

جريدة الاقتصادية الخميـس 26 ربيـع الأول 1426 هـ 5 مايو 2005 العدد 4224

التأشيرات ... العقبة الأهم

في بعض دول الجوار انتعشت صناعة المعارض والمؤتمرات بشكل لافت حتى أضحت من أهم الموارد الاقتصادية لتلك الدول، فعلى سبيل المثال لا تخلو إمارة دبي من مؤتمر أو معرض طوال أيام السنة وتشهد حضورا كبيرا من مختلف دول العالم، ما ساهم في انتعاش قطاعات كثيرة مرتبطة بهذه الصناعة مثل السياحة والطيران والنقل وغيره.
والملاحظ أن أغلب رواد تلك المعارض والمؤتمرات هم من السعوديين الذين يتكبدون عناء السفر لحضورها ويتحملون من أجل ذلك تكاليف مادية لا يستهان به.
ولا شك أن شركات تنظيم المعارض السعودية وحتى الجهات الحكومية التي تنظم مؤتمرات دولية تواجه صعوبات جمة في موضوع منح التأشيرات للمدعوين والضيوف وكذلك المشاركين، وربما تواجههم أيضا مصاعب في تخليص معروضاتهم من الجمارك.
إن الدعوات التي تتزايد في الوقت الحاضر لتسهيل إجراءات منح التأشيرات لضيوف المملكة المشاركين في المعارض التجارية والمؤتمرات العلمية وغيرها جاءت بعد أن وجد المسؤولون في شركات تنظيم المعارض أن سوق المملكة هي المستهدفة من أغلب المناسبات التي تقام في دول الجوار، وبعد أن شعروا بأن حصة المملكة في تنظيم المعارض الدولية بدأت تتقلص نتيجة بطء وطول إجراءات منح التأشيرات.
وما ينطبق على صناعة المعارض والمؤتمرات ينطبق إلى حد ما على جذب الاستثمارات الأجنبية المهمة لمستقبل الاقتصاد الوطني، فالشركات الأجنبية تعاني من صعوبة منح وفودها تأشيرات زيارة، وكذلك الحال للشركات السعودية التي لها شركاء أجانب.
لذا فقد جاء القرار الأخير بتشكيل لجنة لدراسة منح التأشيرات من المطارات لزوار المملكة من تلك الفئات مواكبا لمتطلبات المرحلة، وكلنا أمل أن توصي اللجنة بتسهيل منح التأشيرات واقتراح آلية تتيح لكل راغب في المشاركة في أي مؤتمر أو معرض يقام على أراضي المملكة الحصول على التأشيرة من المطار مباشرة بدلا من الإجراءات المطولة المعمول بها حالي.
إن دراسة إيجابيات وسلبيات مثل هذا المقترح ستوضح بلا شك أن هناك مزايا كثيرة ستعود على اقتصاد المملكة إذا ما تم تبسيط وتسهيل إجراءات منح التأشيرات، ولعل أهمها جذب الاستثمارات الأجنبية وإطلاع المستثمرين الأجانب على المزايا الاقتصادية التي تتمتع بها، وكذلك فإن انتعاش صناعة المعارض والمؤتمرات سيساهم في انتعاش أنشطة اقتصادية أخرى ترتبط بشكل مباشر بتلك الصناعة مثل السياحة المتخصصة والفنادق والنقل والدعاية والإعلان، عدا أن مثل هذا الإجراء سيبقي مئات الملايين من الريالات التي يصرفها السعوديون خارج المملكة لحضور تلك الفعاليات داخل المملكة.
إن أي اقتصاد منغلق على نفسه لا يمكن أن يتفاعل مع محيطه، لذا فإن العمل على فتح السوق السعودية أمام كل المهتمين بالاستثمار فيها أمر مطلوب في هذه المرحلة التي تتسابق فيها الدول لجذب الرساميل وتقديم كافة التسهيلات له.
يحدونا أمل كبير بأن تنهي اللجنة المكلفة بدراسة موضوع التأشيرات عملها بأسرع وقت ممكن وأن تخرج بتوصية تسرع من الإجراءات المعمول بها حاليا حتى لا نخسر حصة من سوق المعارض والاستثمار الأجنبي وهي حصة نحن في أمس الحاجة إليه.

التأشيرات السياحية خلال الأشهر المقبلة
وضع آلية لإصدار التأشيرات السياحية