منذ ساعات

الملف الصحفي

تنجح الانتخابات... إذا أدرك المثقفون!!

جريدة  الاقتصادية ،العدد 4102 - الاثنين 22 ذو القعدة 1425هـ

تنجح الانتخابات... إذا أدرك المثقفون!!

إبراهيم بن عيسى العيسى
aleissa@lawyer.com

إن تخاذل بعض المثقفين عن التسجيل والمشاركة في عملية الانتخابات كناخبين أو مرشحين قد يتيح الفرصة لبعض المواطنين غير المثقفين وغير المؤهلين والمدركين لأهمية واجبات ومسؤوليات المجلس البلدي، لأن يُنتخبوا للمجلس البلدي، ويكون لهم الصوت المسموع في غياب أصوات المثقفين المؤهلين.
قانوني
مما لا شك فيه أن نجاح الانتخابات يعد من الأمور المهمة لتوالي خطوات الإصلاح الأخرى التي يرغب فيها المثقفون في مجال الانتخابات لعضوية مجلس الشورى، ولعضوية مجالس المناطق، ولعضوية المجالس الأخرى العديدة في الجامعات وغيرها، وكل عمل يحتاج إلى مشاركة وطنية واعية في صنع القرار، والمساهمة بفعالية حقيقية في الإنجازات والأعمال النافعة بالرقابة والإشراف ورفع الأداء، والتوجيه والتوعية والإرشاد إلى كل ما فيه خير للوطن والمواطن.
وهذا يمكن أن يشارك فيه كل مواطن مثقف واعٍ مدرك لأبعاد النجاح الحقيقي الذي يمكن أن يتحقق من أية مشاركة حقيقية، فلا يترك الأمر يسير بشكل غير منظم وغير واقعي، ويتحكم فيه أصحاب الأغراض الشخصية والأطماع المادية التي تسيطر على بعض أناس من غير المثقفين وغير المدركين، الذين لا تصل نظراتهم القاصرة إلا إلى المصالح الذاتية الخاصة بهم بكل ما يعني هذا الكلام من معنى.
نحن بحاجة ماسة إلى التطوير الحقيقي الشامل والتنمية بكل المجالات وفي جميع المناطق، لتأخذ كل منطقة حقها ونصيبها بعدل وإنصاف، من خلال الأجهزة المختصة ومنها البلديات التي سيشارك أعضاء المجالس البلدية ومسؤولو وموظفو البلدية في أداء الخدمات على مستوى ممتاز، وتنفيذ كافة الأعمال والإنجازات وفق سياسات مدروسة واعية متوازنة.
ولذا كان يتحتم أن يكون الإقبال على التسجيل للمشاركة في الانتخابات بشكل إيجابي، إذ إن ما أعلن عنه من أعداد المواطنين لم يصل بعد إلى 100 ألف مواطن في مدينة الرياض، وذلك حسب تصريح وكيل أمين مدينة الرياض المنشور في بعض الصحف المحلية، والذي قال إن المسجلين للانتخاب يقرب من استكمال الـ 100 ألف ناخب، وهذا أقل مما كان متوقعاً، إذ إن بعض من طرح رأيه كان يتوقع أن يصل العدد إلى نصف مليون ناخب عند المتفائلين جداً، وأقل من ذلك عند بعض منهم، وكنت توقعت أن يصل العدد إلى 300 ألف مواطن في حديث قصير نشر في صحيفة (الرياض) يوم الاثنين 9/ 10/ 1425هـ الموافق 22/ 11/ 2004، ولكن يظهر لي أنني كنت – أيضاً - من المتفائلين.
وهذا لم يتحقق ولا يُدرى عن الأسباب الحقيقية، إذ عند سؤالي لبعض من أعرفهم إن كانوا قد سجلوا للانتخابات، كان رد بعضهم وما الفائدة؟ ومن ننتخب؟! وساق بعضهم تبريرات متباينة غير متفائلة بأهمية المجلس البلدي، ومثل هذا هو الخطأ بعينه، وبعضهم لم يعرف أسماء المرشحين حتى يتشجع بالمبادرة لتسجيل نفسه كناخب، ولو كان تسجيل المرشحين سابقاً لتسجيل الناخبين لكان أفضل.
وكان هذا وغيره من أسباب هو الذي قد يؤدي إلى عدم نجاح التجربة بالشكل الذي يتمناه ولاة الأمر والمخلصون من المواطنين، الذين يباركون هذه الخطوات الإصلاحية ويؤيدونها بكل السبل المتوافرة والوسائل الداعمة للنجاح الحقيقي، وحتى تتحقق الغايات والأهداف المأمولة.
إن تخاذل بعض المثقفين عن التسجيل والمشاركة في عملية الانتخابات كناخبين أو مرشحين قد يتيح الفرصة لبعض المواطنين غير المثقفين وغير المؤهلين والمدركين لأهمية واجبات ومسؤوليات المجلس البلدي، لأن يُنتخبوا للمجلس البلدي، ويكون لهم الصوت المسموع في غياب أصوات المثقفين المؤهلين، وما سمعته من ورايات وأحاديث أن أحد العمد في حي من الأحياء بغية ترشيح نفسه، فقد أحضر عدداً من أفراد قبيلته من خارج الرياض، وعرف بهم بأنهم من سكان الحي الذي هو عمدة له، مع أنهم من خارج مدينة الرياض، فإن صح هذا القول والرواية، أو أنه قد حصل فعلاً مثل هذا أو قريب منه، فإن ما ذكرته آنفاً من عدم إقبال المثقفين وترك الساحة خالية للمتلاعبين قد يؤدي إلى حصول ما تم النهي عنه في المادة (29) من اللائحة التنفيذية عندما قضت بأن (يحظر الإخلال بالنظام العام وتقاليد المجتمع وإثارة الفتنة أو أي نزاع طائفي أو قبلي أو إقليمي.. إلخ).
فإحضار أناس من غير سكان الرياض وقيدهم كناخبين بشهادة العمدة بأنهم من سكان الرياض، هو إخلال بالنظام وتحايل، فضلاً عن الاعتماد على أفراد القبيلة للفوز بالانتخابات وليس على أساس الكفاءة والتأهيل العلمي والخبرة العملية التي تمكن من أداء الواجب، وهذا هو الداء العضال والفشل الذريع لعملية الانتخابات، إذ ليس النجاح باستكمال العملية الانتخابية وفوز سبعة من المرشحين بصرف النظر عن كفاءتهم وتأهيلهم، حتى لو كان المنتخب مجرد يقرأ ويكتب ودون تأهيل علمي وخبرة عملية، فإن هذا يُعد خيبة أمل وسوء منقلب، ويعني أن تجربة الانتخاب لم تنجح، وأن الأعضاء الذين سيعينون سيكون أفضل من المنتخبين.
ولذا كان من الأفضل بشأن التعليمات المعتمد عليها في إثبات السكن في الرياض، أن يعتمد على الوثائق كصك الملكية للسكن أو عقد الإيجار أو فاتورة الكهرباء أو الهاتف فقط، واستبعاد التعريف من قبل العمدة أو مركز الشرطة أو شاهدين، إذ إن ذلك يفتح الباب للتحايل فيؤدي إلى حصول خلل وتلاعب بمثل ما سمعت، وقد يكون سمعه غيري، ووضع ضوابط محكمة تحول دون حصول ثغرات يمكن من خلالها التحايل والإخلال بالنظام والتقاليد المعتبرة في المجتمع.
إنني أهيب باللجنة العامة للانتخابات والمشرفة التنبه إلى ما ذكرته آنفاً، وما قد يحصل من إخلال بالأنظمة أو تجاوزات للائحة والتعليمات الواجب الالتزام بها حتى يتحقق النجاح المأمول بإذن الله وتوفيقه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العاملين.

نظام البلديات والقرى
لائحة تنمية وتطوير القرى بالمملكة
صدور جداول الناخبين في الرياض اليوم
تشكيل أول لجنة للطعون والتظلمات للانتخابات البلدية خلال أيام
إشراف قضائي على تظلمات وطعون الانتخابات البلدية
صدور لائحة الطعون والتظلمات للانتخابات البلدية في غضون أيام
لجنة للتظلمات والطعون بالانتخابات البلدية قبل30 يوماً من موعد الاقتراع