منذ ساعات

الملف الصحفي

مصيدة الوظائف الوهمية

جريدة الاقتصادية - العدد: 5526 الخميس 1429/11/29 هـ 2008-11-27

مصيدة الوظائف الوهمية

فواز فائز الأحمدي
يقوم بعض المسؤولين في المؤسسات والشركات بخلق وظائف وهمية ليس لها موقع في الهيكل التنظيمي للإدارات التي يشرفون عليها, فهي وظائف ليست لها أوصاف وظيفية ولا درجات معتمدة، مسؤوليات وواجبات هذه الوظائف غالبا ما تكون جزءاً من مهام عمل المسؤول ذات الصفة الروتينية التي يجب أن تنجز بصورة يومية, ولأن المسؤول لا يستطيع متابعتها بسبب كثرة المشاغل والاجتماعات يختار أحد الموظفين الأكفاء ليعمل على وظيفة قائد مجموعة Group leader أو أي مسمى وظيفي ليتولى هذه المهمة، وفي بعض مؤسسات القطاع العام يقوم المسؤول بخلق وظيفة إشرافية كرئيس قسم أو مساعد مدير لمقابلة التوسع في الأعمال والمسؤوليات ثم يكلف من يقوم بأعمالها وتتشابه مشكلة هذه الوظائف مع ما هو موجود في الشركات من أنه ليس للوظيفة مكان في الهيكل التنظيمي ولا درجة معتمدة، وهذا الإجراء لا غبار عليه طالما وجدت المبررات الموضوعية له لكن الإشكالية فيه أن الوظيفة التي تستحدث تترك على حالها لفترة طويلة من الزمن دون أن يتم الحصول على الموافقة اللازمة لإعطائها الصبغة النظامية التي تحفظ للعامل حقوقه.
ماذا ينشأ جراء هذا الإجراء المنحاز لمصلحة المسؤول أو المنشأة على حساب مصلحة العامل؟ نتيجة لهذا الوضع غير الطبيعي تضيع حقوق العامل الذي يشغل هذا النوع من الوظائف لأنها في حقيقة الأمر وظيفة محجوبة لا أحد يراها في السجلات والتنظيم الإداري الرسمي فالاعتراف بها غير قانوني، فقد تجد المسؤولين والموظفين والعملاء والمراجعين كلهم يتعاملون مع شاغل هذه الوظيفة وكأنه يمارس وظيفة رسمية كبقية الوظائف لأنها حصلت على هذا الاعتراف نتيجة للأهمية المستمدة من الدور الذي تلعبه والصلاحيات التي تمارس عمليا، فقد بات العمل لا ينجز إلا من خلالها ولكن للأسف بلا حقوق محفوظة يمكن أن يستفاد منها،
فالوضع شبيه بالزواج العرفي بين العامل ووظيفته, وعادة أي علاقة ليست مبنية على وثائق رسمية الطرف الضعيف فيها لا يستطيع إثبات حقوقه، فهو لا يحصل إلا على الوعود وبعض التقدير المعنوي وفي بعض الحالات عائد مادي بسيط عند صرف العلاوة السنوية محاولة من المسؤول كي يوهم العامل بأنه قد حصل على ما يستحق مقابل الجهد الذي قام به في هذه الوظيفة.
مشكلة من يعملون في هذه الوظائف أنهم يستمرون في العمل فيها لسنوات طويلة ويأملون خلالها أن يجدوا التقدير يوما ما فيحصلوا على وظائف معتمدة ذات درجة محددة لكي يتمكنوا من نيل كامل العوائد والمخصصات التي تختص بها، ولا يستطيع أحد أن يلومهم على ذلك لأن الخيار الآخر هو طلب الإعفاء من الاستمرار بهذه المهمة وبالتالي قد يخسر من يقدم على هذه الخطوة رئيسة أو مديرة فربما اعتبرها عدم الرغبة بتحمل المسؤولية، كما أن الموظف أو العامل سيفقد العائد المعنوي والمكانة الوظيفية والتقدير الاجتماعي الذي اكتسبه نتيجة لتأديته لهذا العمل. فما الذي يستطيع فعله من يكون في مثل هذا الموقف؟ حقيقة الأمر أنه وضع محير لا يملك صاحبه إلا الصبر والمطالبة بتصحيح الوضع لكن الأمر المستغرب لماذا لا يعمل المسؤول على تصحيح الوضع الوظيفي لهذا العامل الذي يقوم بمساعدته ليتفرغ للأعمال الأكثر أهمية؟ لقد كان الأولى في هذا المسؤول - طالما أن الحاجة ماسة إلى وجود هذه الوظيفة - أن يعمل على استحداثها واعتمادها في الهيكل التنظيمي، لأنه من غير المنطقي أن يصر على استخدام الوظيفة دون أن يدرجها ضمن قائمة الوظائف في الهيكل الإداري أو تحت أي مسمى آخر، المهم أن تكون وظيفة معتمدة وليست وظيفة وهمية يمكن شطبها أو إلغاء التكليف عليها في أي لحظة يتغير فيها المسؤول أو تتغير قناعته فيجد العامل نفسه بعد كل هذا المجهود الذي بذله قد عاد إلى النقطة التي بدأ منها.

نظام العمل
رفع الحد الأدنى لأجور السعوديين يقضي على الوظائف الوهمية في القطاع الخاص
آلية جديدة للحد من التوظيف الوهمي
القصيبي : حملة التوظيف فرصة للتخلي عن السعودة الوهمية
إغلاق ألف مؤسسة للسعودة الوهمية وإدارة لتوظيف المعوقين
حرمان منشآت التوظيف الوهمي من الاستقدام 5 سنوات
وزارة العمل: القضاء على التوظيف الوهمي للسعوديين
منع الاستقدام 5 سنوات عن المنشآت المتورطة في التوظيف الوهمي
برامج نسائية تعمل تحت مظلة شركات تروج لدورات مدفوعة ووظائف وهمية!!