جريدة عكاظ ( الخميس - 15/1/1426هـ
) الموافق 24 / فبراير/ 2005 - العدد 1348
منظمة التجارة العالمية
وحقوق الملكية الفكرية (2/2)
المصدر : د. قيصر حامد
مطاوع
لم تكن المفاوضات سهلة بين الدول المتقدمة
والدول النامية بخصوص ضم s)TRIP) الى اتفاقيات منظمة التجارة العالمية, فقد رفضت الدول
النامية -على رأسها الهند والبرازيل- هذه الفكرة, مدعية بأن المنظمة العالمية لحقوق
الملكية الفكرية (WIPO) هي المرجع الاساسي فيما يخص حقوق الملكية الفكرية وليس هناك
ضرورة لانشاء اتفاقية جديدة. ولكن الدول المتقدمة كانت قد ضاقت ذرعاً من منظمة (WIPO),
لأن اغلب اعضائها من الدول النامية, وهم يُسخِّرون المنظمة لخدمة مصالحهم. لذلك, قررت
-اي الدول المتقدمة- انشاء اتفاقية (TRIPs) وجعلت بنودها شبيهة بتشريعاتها المحلية
الخاصة بحقوق الملكية الفكرية, وذلك لإرغام الدول النامية على تعديل قوانينها الداخلية
وزيادة مقدار حمايتها لتلك الحقوق. ولكن الدول النامية لم تكن لديها الرغبة في توفير
حماية عالية لحقوق الملكية الفكرية, لأنها تدرك ان الالتزام بقوانين الحماية سيؤدي
الى ارتفاع اسعار كل المنتجات الخاضعة لتلك القوانين, مثل: الادوية وبرامج الكمبيوتر
والاسطوانات السمعية. الا انها ووجهت بضغوط كبيرة من الدول المتقدمة لاجبارها على التوقيع
على اتفاقية (TRIPs) . وقد اسفرت تلك الضغوط في النهاية الى اذعان الدول النامية والتوقيع
على الاتفاقية. اهم العوامل التي اجبرت الدول النامية على القبول باتفاقية s)(TRIP
هو رغبتها في الانضمام لمنظمة التجارة العالمية والاستفادة من بقية اتفاقياتها التي
ستساهم في انعاش اقتصادها المتهالك. ولكنها اشترطت على الدول المتقدمة ان تُمنح اربع
سنوات (حسب المادة 65/2) كفترة انتقالية لتعديل قوانينها الداخلية لحقوق الملكية الفكرية
لتتماشى مع بنود اتفاقية (TRIPs) . وفي نفس السياق, مُنحت دول الجنوب الصناعية عشر
سنوات (حسب المادة (66/1), والدول المتقدمة عاماً واحداً (حسب المادة 65/1) كفترة انتقالية.
دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في عام 1994م. ولا زالت تعتبر من اكثر الاتفاقيات الدولية
شمولاً فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية, فهي تتبنى بنوداً ضمتها العديد من اتفاقيات
سابقة خاصة بالملكية الفكرية, وهي اتفاقيات: باريس, برن, روما, وواشنطن. ويعتبر توقيع
الدول النامية ودول الجنوب الصناعية على اتفاقية (TRIPs) نصراً للدول المتقدمة, حيث
ان هذه الاتفاقية تلزم تلك الدول -وجميع الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية -
بتطبيق الحد الادنى لقوانين حقوق الملكية الفكرية, مما يضمن للدول المتقدمة انخفاض
معدل تقليد وقرصنة منتجاتها الخاضعة لتلك القوانين من قبل دول الجنوب. ليس من الصعب
على الدول النامية -ومن ضمنها المملكة العربية السعودية- ان تتأقلم مع الاتفاقيات التي
وقعت عليها اذا وضعت خطة اقتصادية صحيحة تتعامل مع تلك الاتفاقيات. ولعل اهم مدخل للخطة
الاقتصادية الصحيحة هو ما نصت عليه اتفاقية (TRIPs) -التي لم توقع عليها المملكة حتى
الآن- من ان على الدول الاعضاء احترام مبدأ: المعاملة الوطنية للاجانب (مادة3), الذي
بمقتضاه تتعهد الدول الاعضاء بأن تعامل جميع مواطني الدول المنضمة لعضوية حقوق الملكية
الفكرية معاملة لا تقل عن المعاملة المقررة لمواطنيها. اضافة الى مبدأ المعاملة الخاصة
بحق الدولة الاولى بالرعاية (مادة4), الذي ينص على انه يجب ان تلتزم الدولة بالمساواة
في المعاملة بين رعايا الدول الاعضاء وعدم منح مميزات لرعايا دولة دون اخرى.
منظمة التجارة وحقوق الملكية الفكرية (1/2)
المملكة في ظل الانضمام لمنظمة التجارة العالمية
الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية أفضل من البقاء خارجها
إبرام 15 اتفاقية ثنائية للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية خلال أشهر
عقوبات مشددة بحق المخالفين لحقوق الملكية الفكرية
ورشة عمل حول حماية الملكية الفكرية في مجال الرسوم والنماذج الصناعية
حول حقوق الملكية الفكرية