المرأة.. وثقافة العمل

هيام المفلح
لدينا.. ننقل المرأة مباشرة من كرسي الجامعة إلى كرسي الوظيفة.. دون المرور بمرحلة تهيئة وتحضير!
لدينا.. تأتي العاملة إلى عملها.. وعقلها .. رأسها خال تماماً من أية فكرة تخص قوانين العمل والعمال!.. تأتي العاملة إلى عملها تحمل في داخلها نفسية الطالبة.. بكل سلبياتها وقصورها وعقدها.. لا فرق لديها بين بيئة الدراسة وبيئة العمل!
لدينا.. تمارس العاملة عملها ولا تعرف ما واجباتها أو ما حقوقها!.. وان صادفتها مشكلة فمرجعها الأساسي هو زميلتها في العمل التي لا تقل عنها جهلاً بالقوانين!
فهل هذه هي حال المرأة العاملة في باقي الدول الأخرى؟
** منذ أيام أصدر المجلس القومي للمرأة في مصر قانوناً جديداً يحدد واجبات وحقوق المرأة العاملة ضمن خطته الرامية للنهوض بالمرأة المصرية ووضع حلول لمشكلاتها التي تواجهها لينعكس ذلك على الاقتصاد ومعدلات التنمية، وقالوا ;لابد من توعية المرأة العاملة بحقوقها وواجباتها المنصوص عليها في القانون واعدادها بشكل يتناسب مع ما يمكن أن تقدمه من اسهامات كبيرة في التنمية;.
** وفي سوريا، تلتحق المرأة في بداية تعيينها في عملها، بدورة تثقيفية دورية تنفذها نقابة العمال في معهد صغير تابع لها، تضم الدورات كل الموظفات الجديدات في مختلف الأجهزة الحكومية، ومدة الدورة حوالي 45يوماً، تتفرغ لها العاملة وتداوم فيها يومياً من الصباح إلى الظهر، تتلقى فيها محاضرات تثقيفية في القانون والثقافة والسياسة والتاريخ والطب والمجتمع والإعلام والعلاقات العامة!.. يأتي محاضرون متخصصون في كل من هذه المجالات ويعطونها محاضرات تكثيفية في كل شيء.. ويترك لها المجال بحرية لطرح الأسئلة والاجابة عليها ومناقشة كل ما يدور في ذهنها وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي من الممكن أن تتواجد في عقلها.. وبعدها تباشر عملها الجديد!
* هل من الصعب أن ننفذ مثل هذه الدورات لدينا؟
لا أعتقد.. بل أجزم ان هذا ممكن جداً.. ومن المهم الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة.. ومثل هذه الدورات ضرورية في ظل مرحلة الإصلاحات الشاملة التي نمر بها والتي تقتضي في الأساس تأهيل المرأة قبل اعطائها صلاحيات أكبر لتصبح قادرة على القيام بها والحفاظ عليها بجدارة..
وكل عام وأنتم بألف خير.

نظام العمل والعمال

 سوء الأخلاق ليس سمة العامل السعودي وتوظيف المرأة يحتاج إلى بيئة عمل مناسبة