جواز خليجي موحد والتنقل الداخلي بالبطاقة والعملة الخليجية الموحدة في موعدها

جريدة الوطن العدد 1128 السبت 6/9/1424هـ

جواز خليجي موحد والتنقل الداخلي بالبطاقة والعملة الخليجية الموحدة في موعدها
وشبكة القطارات ليست على الجدول
أمين عام مجلس التعاون الخليجي لـ"الوطن": قمة الكويت المقبلة قمة قرارات لا تأجيلات

أبها: صالح الحمادي
أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن حمد العطية أن مجلس التعاون ولد ليبقى وقال في حديثه الخاص لـ"الوطن" إن كثيرا من البرلمانات والتكتلات الإقليمية والقارية فقدت هويتها بينما استمر مجلس التعاون صامدا أمام كل التحديات وكل العواصف التي تعرض لها على مدى أربعة وعشرين عاما ونفى أن يكون المجلس شكليا مؤكدا أن القمة الرابعة والعشرين بالكويت أواخر ديسمبر المقبل ستكون قمة قرارات لا قمة تأجيلات وتحدث العطية عن وثيقة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز عن التعليم وعن مشاركة المرأة الخليجية في مسيرة التنمية والعديد من المواضيع فإلى الحوار.
* ما هي أبرز ملامح جدول أعمال القمة الخليجية المقبلة بالكويت؟
هناك العديد من المواضيع الهامة المدرجة على جدول أعمال قادة مجلس التعاون في القمة المقبلة بالكويت لعل أهمها في المجال التعليمي ومجال المرأة الخليجية وقضايا اقتصادية واجتماعية وقد فرغت اللجان الوزارية من إعداد توصياتها وعلى مدى عام من اجتماعاتها في أعقاب القمة السابقة بالدوحة (ديسمبر 2002) وسيتم طرح توصياتها على قادة الخليج.
* أشرت إلى الجانب التعليمي وهو ورقة يترقبها الشارع الخليجي فماذا لديكم في هذه الورقة؟
المواطن الخليجي سوف نزف له العديد من القرارات التي تصب لصالحه إن شاء الله ومن ضمنها مجال التعليم حيث ستكون وثيقة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي طرحها في القمة التشاورية بمدينة جدة العام الماضي أهم الأوراق وقد تم تشكيل لجان على مستوى وزراء التربية والتعليم ووزراء التعليم العالي في منطقة الخليج بالإضافة إلى نخبة من الخبراء المختصين في هذا المجال وقد فرغت هذه اللجنة يوم الأربعاء الماضي من إعداد توصياتها فيما يتعلق بورقة ولي العهد وتطوير المناهج التي ستغير الكثير من مفاهيم التربية والتعليم في منطقة الخليج بما يتناسب والمرحلة المقبلة بكل متطلباتها.
* ماذا عن المرأة بصفتها أحد محاور الطرح المقبل؟
المرأة الخليجية شريك في مشوار التنمية في منطقة الخليج وسيكون لها دور أكبر وأشمل في المرحلة المقبلة وقد أقر القادة الخليجيون في قمتهم السابقة بالدوحة تشكيل هيئة استشارية لوضع آلية لتفعيل مشاركة المرأة بشكل أوسع وفرغت هذه الهيئة من إعداد توصيات مهمة سيتم إقرارها في قمة الكويت وسيتم تشكيل لجنة نسائية في المجلس لأول مرة أسوة باللجان الأخرى وسوف تعنى هذه اللجنة النسائية بشؤون الأسرة والأمومة والطفولة وسيكون لها دور بارز ومؤثر للغاية في سوق العمل وفي أمور كثيرة.
* وهل شاركت المرأة الخليجية في الهيئة الاستشارية أم تم حجب رأيها؟
لم يكن للمرأة الخليجية حضور في هذه الهيئة الاستشارية ولكنها وجدت في اللجان المعاونة الأخرى وقد حضرت جانبا من هذه الاجتماعات وكان هناك حضور فاعل ومؤثر للمرآة الخليجية التي أصبحت مشاركتها ضرورة حتمية وسيكون لها مساحة أكبر من الاهتمام في المشوار التنموي المقبل لأن المرأة الخليجية أثبتت قدرتها على المشاركة الفاعلة والمؤثرة وهي تملك الفكر والتميز في أشياء كثيرة بما يتناسب ودورها الحضاري المتلائم مع الوضع الخليجي بصفة عامة.
* المواطن الخليجي ينتظر الكثير من هذا المجلس وعلى مدى 24 عاماً هي عمر المجلس ما زالت أهم المواضيع قيد الدراسة أو التأجيل؟
أبدا المجلس قياساً بغيره من التكتلات في أنحاء العالم يعتبر الأفضل وقد قدم الكثير لصالح المواطن الخليجي وستكون قمة الكويت قمة اعتماد قرارات مهمة لصالح الخليجيين ولن تكون قمة تأجيلات أو دراسات مستقبلية ويكفي أن أبرهن لك على نجاحات المجلس بتقديمه عدة موضوعات صبت لصالح الخليجيين منها الجواز الخليجي الموحد حيث اجتمع وزراء الداخلية أخيرا بالدوحة وأقروه وسيتم طرحه في القمة المقبلة لإقراره والبطاقة الخليجية التي ستسهل تنقل أبناء الخليج بين دولهم بيسر وسهولة وقد وافقت السعودية على ذلك ويعامل كل شخص في أي بلد وكأنه مواطن من نفس البلد وهناك اتحاد النقد وعملة موحدة ستصدر عام 2010وعموماً مسيرة المجلس ديناميكية ولا يمكن إغفال منجزاته التي تمت في زمن قياسي.
* وهل هناك مخاوف من سوء استخدام مثل هذه البطاقة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة؟
لا يوجد مخاوف نهائياً فرجال الأمن في الخليج لديهم آلية عمل دقيقة وأجهزة الكمبيوتر توفر الكثير من الجهد وهناك احترازات أمنية في دول المنطقة لمثل هذه الأمور.
* وماذا عن السوق الخليجية المشتركة؟
نحن أمام تحديات عدة ومنها إيجاد سوق خليجية مشتركة وقد تم بحث ذلك في قمة مسقط 2001 وفي القمة التالية بالدوحة صدر قرار من المجلس لتحديد ملامح البرنامج الزمني لكي تستكمل أوراق المشروع في زمن أقصاه 2007 ومن هذا المنطلق سيكون لدينا سوق خليجية مشتركة يستفيد منها الخليجي بالدرجة الأولى وينعش اقتصادنا.
* العملة الموحدة والاتحاد النقدي والجمركي وأشياء سمعنا عنها ولم تر النور؟
لا يمكن تنفيذ كل الأفكار المطروحة عشوائياً فهناك لجان وورش عمل من مختصين واجتماعات وزارية وبخصوص العملة الموحدة فقد وضعنا آلية بحيث نستفيد من تجربة أوروبا مع اليورو وتم تبادل الزيارات مع اتحاد النقد الأوروبي بمشاركة مؤسسات النقد والبنوك الخليجية وعقدنا ندوة بهذا الخصوص بالرياض وسوف ننهي المعايير الأساسية في عام 2005 وسوف تصدر العملة الخليجية الموحد عام 2010 بعد ما نتجاوز عوائق البطالة والدين العام لدول المنطقة وفوارق الموازنة والتضخم والاحتياط النقدي والعديد من المواضيع الهامة.
* وإلى أين وصلت مواضيع قضايا الماء والكهرباء من خلال ملفاتكم؟
بالنسبة للكهرباء الموحدة لدول المنطقة تمت دراسة الجدوى وتم تحديثها وهي في طور الاعتماد قريباً وبالنسبة لمشروع الربط المائي فقد تم إقراره في القمة السابقة وتم تكليف بيت خبرة عالمي من فرنسا لوضع استراتيجية لهذا المشروع وسيتم طرحه في القمة الخامسة والعشرين.
* المواطن الخليجي لا يزال يحلم بالكثير مما لم يتحقق رغم الطفرة ورغم الضرورات مثل إيجاد شبكة قطارات تحل أزمة التنقلات بين دول المجلس هل ستطرحون هذه الورقة في القمة المقبلة.
هذه الفكرة قوية ورائعة وأنا مقتنع بها تماماً وأتمنى تطبيقها في أقرب وقت وهذه أمنيتي كمواطن خليجي وقد عقد وزراء المواصلات عدة اجتماعات وتطرقوا لهذه الورقة ولكنهم لم يتوصلوا إلى ورقة شاملة تطرح على القمة الخليجية ولذا فلن نطرحها في القمة الخليجية المقبلة وليست ضمن جدول الأعمال ولا شك أن إيجاد شبكة قطارات أسوة بأوروبا والدول المتقدمة سيعزز نجاحات الاتحاد الجمركي بتسهيل نقل البضائع والركاب بين العواصم الخليجية والأماكن المقدسة وأماكن الاصطياف بدلاً من تسرب الخليجيين بملايين الدولارات إلى الخارج.
* هناك حلم آخر لفتح المجال الجوي أمام شركات الطيران الخليجية لحل أزمة السوق السوداء للطيران المحلية في أوقات الذروة فهل طرحتم هذا الحلم؟
هذا موضوع حيوي وهام أيضاً ولكن شركات الطيران الخليجية قطاع خاص يحكمها الربح والخسارة ولا توجد جدية من قبلها وأعتقد أن فتح المجال الجوي بين دول المنطقة سيكون لصالح المواطن الخليجي وهو أكثر المستفيدين من ذلك لو تحقق وعموماً معاناة المواطن الخليجي في هذا الجانب لن تطول لأن العولمة ستنقذه من هذا الاحتكار وستفرض علينا منظمة التجارة العالمية فتح المجال الجوي رضينا أم أبينا وسيكون البقاء للأفضل من هذه الشركات الناقلة.
* هل هناك تباين في وجهات النظر داخل المجلس فيما يخص الوضع العراقي؟
لا يوجد تباين وهناك تفاهم مشترك ونظرتنا للوضع العراقي أن ما حدث للعراق من متغيرات أخيرة تصب لصالح المنطقة بصفة عامة وبدون شك فإن استقرار العراق وأمنه امتداد لأمن المنطقة بصفة عامة ونحن منذ سقوط النظام السابق نشعر بتفاؤل للمرحلة المقبلة وتم الاتفاق على توحيد الدعم الخليجي لإعادة إعمار العراق من خلال قمة مدريد ونأمل أن يتجاوز العراق الوضع الحالي حيث إن الأمن في العراق يثير قلق أبناء منطقة الخليج ونأمل أن يستعيد العراق استقراره وأن تتم الانتخابات في أسرع وقت وأن يعود العراق للحظيرة العربية والخليجية كما كان وأفضل
* بعض القنوات الفضائية تبارت مؤخراً في توسيع الهوة بين دول المجلس وهذا قد يشكل شرخا في جدار العلاقات الخليجية هل لكم دور في ذلك؟
وزراء الإعلام الخليجيون عقدوا عدة اجتماعات وبحثوا العديد من المواضيع التي تخدم إعلام المنطقة وليس لنا دور في خروج هذه القنوات عن النص لأنها قطاع خاص وهذا الموضوع خاص بوزراء الإعلام ولن نتطرق له في القمة المقبلة بالكويت
* وماذا عن قضية الجزر الإماراتية والخلاف مع إيران؟
وضعنا كل الحلول الدبلوماسية وقمنا بعدة تحركات من أجل توفير الحلول المنطقية للطرفين ونحن مع الإمارات في مطالبها العادلة والقمة السابقة شكلت لجنة قامت بدورها وإذا لم نتوصل لحل مرض فسوف تحال القضية برمتها لمحكمة العدل الدولية
* هل هناك جوانب أخرى سيتم طرحها في القمة المقبلة ؟
هناك العديد من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال للقمة المقبلة ومن ضمنها الوضع الفلسطيني وكل المستجدات في هذا الجانب لأن القضية الفلسطينية تعتبر قضيتنا كخليجيين الأولى وسنتطرق للتطورات الأخيرة في الجامعة العربية ومن خلال صحيفة الوطن السعودية أحب أن أشير إلى أن المجلس الخليجي يمثل إرادة شعوب المنطقة وهو مشروع إرادة سياسية قوية ووحدة يقودها الملوك وأصحاب السمو ويدعمونها بكل قوة وقد كانت على هذا المجلس رهانات عدة خسرت جميعها وفشلت وظل المجلس صامدا وقويا ومتماسكا بصدق نوايا القيادة الرشيدة في دول المنطقة ولا بد من الحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت والتي ستتحقق بإذن الله وسوف نحتفل العام المقبل بمرور ربع قرن على تأسيس هذا الكيان وستكون قمة الكويت أواخر ديسمبر المقبل قمة قرارات بكل ما تعني هذه الكلمة.