قرار خادم الحرمين دفعة كبيرة للعمل البلدي وتحسين الأداء

جريدة الرياض العدد 12896 الأربعاء 19/8/1424هـ

المسؤولون والمواطنون بمكة المكرمة:قرار خادم الحرمين دفعة كبيرة للعمل البلدي وتحسين الأداء

مكة المكرمة - عطا الله العصيمي - خالد عبدالله، وائل اللهيبي:

اعتبر وكيل امارة منطقة مكة المكرمة عبدالله بن داوود الفايز ان صدور قرار مجلس الوزراء بتوسيع مشاركة المواطنين في ادارة الشؤون المحلية عن طريق انتخاب نصف اعضاء مجالس البلديات هو قرار حكيم ويصب في مصلحة الوطن والمواطن وجاء في وقته المناسب حيث انه جاء بعد صدور عدد من القرارات الهادفة الى تعزيز الجهود المبذولة في مجال التنمية الشاملة ولخدمة الوطن والمواطن ولتطوير وتفعيل دور المواطن في ذلك.
وقال الفايز في تصريح خاص ل "الرياض" ان هذا القرار يتيح للمواطن ابداء الرأي فيمن يقومون على أموره وتقديم الخدمات له مما يساهم في رفع المعاناة عن الدولة في هذا الجانب مؤكداً ان المواطن في هذا البلد المبارك قد وصل الى مرحلة تمكنه من اتخاذ قراره بنفسه حيث انه يتيح له فرصة المشاركة في خدمة هذا الوطن حيث ان مشاركة المواطن ايجابية ومطلوبة في مثل هذه المجالس.
وأشار وكيل الامارة الى ان لهذا القرار الحكيم عدد من الايجابيات التي تساهم في تحقيق المزيد من الخدمات وتطويرها ليحظى المواطن بخدمات مميزة تساهم في تقدم ورقي هذا الوطن الغالي وسوف يلمس المواطن المردود الايجابي لهذا القرار سواء من خلال الجانب الاقتصادي او الخدمي.
ورأى الفايز ان هذا القرار يسهم في الاستفادة من خبرات اهالي الحي وكوادره وطاقاته في كافة المجالات مما يسهم في نماء وبناء الوطن لأن كل من يتم انتخابه يكون على قدر من المسؤولية للقيام بواجبه حيث يجب أن يكون الشخص المنتخب على قدر من المسؤولية والكفاءة.
وأكد وكيل امارة منطقة مكة المكرمة ان انتخاب نصف المجلس وتعيين النصف الآخر له ايجابيات كبيرة حيث انه يتيح تبادل الآراء والأفكار بين اصحاب الاختصاص والخبرة وبين الاعضاء المنتخبين وهذه لا يمكن أن تتوفر لو كان المجلس كله منتخبا.
كما عبر عدد من المسؤولين ورجال الفكر والعلم والأدب بمكة المكرمة عن سرورهم بصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - بإعادة تشكيل المجالس البلدية على أن يكون نصف اعضائها عن طريق الانتخاب وبينوا في تعليقهم على هذا القرار ان ذلك من شأنه ان يدفع العمل في المجالات البلدية والاجتماعية للأمام وفيما يلي مشاركة اصحاب المعالي والمسؤولين والمثقفين بالعاصمة المقدسة:
معالي امين العاصمة المقدسة السابق الدكتور فؤاد بن محمد غزالي قال "في الحقيقة ان موضوع اعادة تشكيل المجالس البلدية هو خطوة كبيرة للأمام.. فهذه المجالس البلدية كانت موجودة في السابق غير أن قرار اعادة تشكيلها سوف يسهم بإذن الله تعالى في تفعيل قراراتها وسوف يسهم ايضاً في دفع الأعمال البلدية خطوات كبيرة للأمام حيث ستقدم الأولويات التي ستعود بالنفع والفائدة على أهالي كل منطقة وفق آليات عمل منظم وجماعي..
وأما فيما يخص موضوع توسيع مشاركة المواطنين في هذه المجالس عن طريق الانتخاب فهي خطوة موفقة ومباركة من أجل صالح العمل الإداري والتنفيذي وسوف يشعر المواطن بفوائد هذه الخطوة عن طريق من اختارهم ليمثلوه في هذا المجلس وسوف يشعر أيضاً بأن الذين انتخبهم هم الذين يقدمون مطالبه ويوفون بما وعدوا به في تحقيق مطالبهم البلدية وما تحتاجه احياؤهم من تطوير وتحديث وتنظيم والله المستعان وهو الموفق {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم} وفق الله الجميع لما فيه خير هذه البلاد وأهلها..
وتحدث أيضاً حول هذا الموضوع الاستاذ تركي بن كديميس العتيبي الطالب بمرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى فقال: إن من شأن هذا القرار المبارك هو نفع الأهالي لأن اختيار ممثلين للأهالي في هذه المجالس هو قرار إداري حكيم يساهم في تسجيل أولويات مطالب كل حي من خلال هؤلاء الأعضاء الذين تم انتخابهم عن طريق المواطنين.. والمواطن هو الأعرف بما يريد وما ينفع الحي سواء من خدمات بلدية او مجلس بلدي يناقش همومه.. وليس غريباً على ولاة الأمر في هذه البلاد هذه الخطوة والتي كانت موجودة
في السابق وانما الامل انها ستعود في ثوب جديد بشكل يتواءم ومتطلبات العصر.. ورحم الله الملك عبدالعزيز الذي اهتم بمواضيع الاصلاح الاداري منذ وقت مبكر من انشاء هذه المملكة المباركة ولقد امر رحمه الله بإنشاء اول مجلس للشورى... وتم اختيار اعضائه من اهل الحل والعقد والفكر والرأي.. ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الذي قاد عملية الاصلاح حيث اصدر في عام 1412ه انظمة الشورى والحكم والمناطق ومجالسها التي ساهمت في تطوير وتحديث انظمة البلاد على جميع المستويات .وتحدث الاستاذ محمد بن احمد الحساني الاديب والكاتب الاجتماعي المعروف فقال:
في الواقع فإن احياء المجالس البلدية عن طريق انتخاب نصف اعضائها لتشارك بالرأي والمشورة في خدمة الوطن على مستوى المدن والمحافظات.. هو عود على بدء.. لان هذه المجالس كانت موجودة في حياتنا منذ حوالي سبعين عاماً وكانت تكون عن طريق الانتخابات وكانت تمارس نشاطها الاجتماعي والاصلاحي حتى سنوات قليلة.. ولكن ضعف ادائها ومحدودية صلاحيتها وكونها تقع تحت امناء المدن ورؤساء البلديات جعلها في ماضيها ذات نشاط ضعيف.. ولعل خطوة الاحياء المحتفى بها اعلامياً تكون بداية لمرحلة جديدة من حيث الشكل والمضمون لاعلاقة لها بالمجالس البلدية القديمة فإن كان الامر كذلك.. فقد نرى منها بعض ماهو مطلوب ومنشود. ويقول المهندس جمال بن بكر حريري وكيل امين العاصمة المقدسة لشؤون الخدمات بان قرار مجلس الوزراء في تشكيل مجالس البلدية نقلة ايجابية وسيكون لها الاثر الكبير في الرفع من مستوى الخدمات البلدية التي تصب في صالح المواطن في هذا البلد الامين خصوصا وان نصف اعضاء المجلس سيكون بالانتخاب مما يجعل المواطنين لهم حرية الاختيار في الاعضاء.
واضاف المهندس حريري بان عملية الانتخاب تحتاج الى وعي كامل من قبل المواطنين في الاعضاء الذين سينتخبونهم كي يحققوا امالهم وان يكونوا فعلا اعضاء فاعلين ونافعين لما فيه خير وصلاح لمنتخبيهم.
وعن تجربة امانة العاصمة المقدسة السابقة في المجالس البلدية قال المهندس حريري من المعروف بان امانة العاصمة المقدسة لها باع طويل في هذا المجال وانا في الحقيقة عملت في الامانة على اواخر هذا النظام واطلاعي عليه كان بسيطا لكنني كنت اعلم بأنه نظام جيد وكان اعضاؤه يناقشون الميزانيات والمشاريع ويطرحون الافكار وينقلون المشاكل التي تقع للمواطنين في احيائهم وبعد نقل هذه الصورة الى الامانة تقوم بدورها في ايجاد الحلول المناسبة لها والعمل على حلها من خلال لجانها المتخصصة.
وعن رؤيته المستقبلية للنظام بين المهندس حريري بأنه بلاشك نظام جيد وسيكون له اثره الواضح في الرفع من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتحدث عبدالله بن عبدالتواب حسنين (اعلامي) بقوله "لقد عاصرت احدى دورات عمليات الانتخاب لاعضاء المجلس البلدي عن حي شعب عامر بمكة المكرمة حيث كانت عمليات التصويت تجري في منزل الشيخ عبدالوهاب مومنه وهو احد رجالات مكة المكرمة بوجود لجنة مشكلة من امارة منطقة مكة المكرمة وامانة العاصمة المقدسة ومديرية الشرطة بمكة المكرمة حيث يجتمع عدد من اهالي الاحياء ويرشحون من يرون انه سيكون لسان حالهم وكانت توضع اسماء المرشحين في صناديق مخصصة لهذا الغرض وتقوم اللجنة بسحب الاسماء من خلال الاقتراع حسب الاصوات حيث يفوز من يحصل على اكبر عدد من الاصوات حيث يمثل كل حي من الاحياء شخص واحد يقوم بنقل مطالب الاهالي الاجتماعية والبلدية وتعقد اجتماعات الجلسة الاولى الافتتاحية للمجلس البلدلي يرأسه امين العاصمة المقدسة ثم ترفع هذه المطالب لمقام وزارة الداخلية وهي الجهة المعنية بالشؤون البلدية في ذلك الوقت وتتوالى جلسات المجلس يرأسه رئيس المجلس في تلك الفترة الشيخ صالح محمد جمال يرحمه الله.