أنظمة التجنس والإقامة والعمل

جريدة الوطن 1034  الأربعاء 1/6/1424هـ

ذوات البطاقة الخاصة

أنظمة التجنس والإقامة والعمل 

أسماء محمد باهرمز*
يقوم المشرعون عادة بوضع أنظمة متكاملة ولكن يتم بين حين وآخر إدخال تعديلات أو يتم تفسير بعض فقراتها بطريقة غير مدروسة دراسة شاملة فتحقق نتائج إيجابية من جهة ولكن تترك آثاراً سلبية من جهة أخرى. وقد تكون المحصلة النهائية ضررا (غير مقصود) على صحة المجتمع أو اقتصاده واستقراره.
وأشير هنا إلى أنظمة التجنس والإقامة والعمل، وما يترتب على ذلك حينما تتزوج المواطنة من غير سعودي. نجد الأنظمة تحتضن أسرة الرجل وتباركها، وترفض أسرة المرأة وتستبعدها فلا تستفيد منها ولا تعتبرها ضمن الكوادر الوطنية المنتجة، حتى لو كان زوج المرأة السعودية من مواليد المملكة أو من ذوي المؤهلات النادرة. كيف يحصل ذلك؟
يتميز نظام التجنس المعمول به حالياً والصادر في عام 1374 بالتوافق مع الشريعة الإسلامية وما هو معمول به في معظم دول العالم. النظام:
1- يحترم من ولد وأقام في المملكة.
2- لا يفرق بين الرجل والمرأة في اكتساب الجنسية.
3- لا يفرق بين أبناء وبنات المواطن أو المواطنة السعودية سواء ولدوا داخل أو خارج المملكة.
إلا أن هذا النظام خضع لعدة تعديلات تضررت منها بصورة مباشرة المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي. وضاعف من هذه المعاناة عدة تعديلات في أنظمة الإقامة والعمل لم تفرق بين من هو مقيم بيننا منذ ولدته أمه وبين من قدم يوم أمس، ولم تفرق بين من تربطنا به صلة رحم واختار المملكة وطناً له وبين من قدم بعقد عمل ليجمع بعض المال ويرحل.
إن زواج المرأة من غير سعودي زواج شرعي وغالباً ما يكون الزوج إضافة إيجابية للمجتمع (فمن خلال عينة عشوائية لهذه الفئة في مدينة جدة، تجاوز عددها 600 أسرة لاحظنا أن معظم أفرادها من الأطباء أو أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، أو ذوي التخصصات المهنية العالية، كما أن هذه الزيجات تتسم بالاستقرار، حالات الطلاق كادت تكون شبه نادرة). ولكن العقبات والمتاعب التي تعترض هذه الأسرة كثيرة. وعلى سبيل المثال فقط إجراءات الإقامة وتراخيص العمل والخروج والعودة والكفيل. وإن كفلته زوجته فلا حق له في العمل. كلها أمور تذكره بأنه ما زال غريباً وإن تجاوزت إقامته ربع قرن من الزمان. ولن أخوض في تفاصيل معاناة أفراد الأسرة وسأكتفي باستعراض ما ورد في الدراسة بالنسبة لوضع بنات هذه الأسر حين يبلغن الثامنة عشرة.
* تجيز المادة الثامنة من أصل نظام التجنس الحق لمن ولد من أم سعودية وأب غير سعودي طلب الجنسية عند بلوغه الثامنة عشرة ولكن بالرغم من أن نص المادة وما لحق به من تعديلات لم يفرق بين البنت والولد إلا أنه ومنذ عام 1400 حرمت البنت هذا الحق واستبدل بما يعرف بالبطاقة الخاصة والتي بموجبها يكون لها حق المساواة بالفتاة السعودية فيما يتعلق بالعمل والتعليم فقط. وحتى هذا الحق لم يعترف به الجهاز التنفيذي إطلاقاً فلا تعطى فرصاً متساوية في العمل أو بعض أنواع التعليم.
فجميع الجهات ذات العلاقة تصنف حاملة البطاقة الخاصة على أنها أجنبية. وإن وظفها القطاع الخاص فهي مطالبة بنقل كفالتها على جهة العمل ولا تحتسب ضمن نسبة السعودة.
كذلك حينما تتزوج فهي تخضع لإجراءات زواج السعودي من أجنبية فتخضع لفحوصات طبية مهينة معنوياً ومكلفة مادياً. وأعني بها تلك الفحوصات التي تخضع لها المستقدمات من بعض الدول للعمل في المنازل للتأكد من خلوهن من بعض الأمراض الجنسية المعدية. أي إنها تختلف عن تلك الفحوصات التي يخضع لها الزوجان معاً لتجنب الأمراض الوراثية.
كما أن إجراءات استخراج البطاقة تعادل تماماً إجراءات استخراج الجنسية وقد يستغرق الأمر عامين كاملين وتشترط المولد في المملكة وعدم انقطاع الإقامة. ومع هذا لا تغني عن الإقامة فما زالت الفتاة مطالبة بإقامة نظامية وكفيل وتحتاج لتأشيرة خروج وعودة عند السفر.
* ومن سلبيات حرمان الفتاة من الجنسية السعودية:
- حرمان البلد الذي احتواها منذ طفولتها ورعاها من مساهمتها في الوقت الذي أصبحت فيه قادرة على العطاء. وبذلك حولت إلى عنصر عاطل يعاني من الشعور بالرفض.
- حرمانها من حقها الشرعي في تملك ميراث والدتها السعودية إذا كان عقارا أو تجارة. مما يؤدي إلى هجرة الأموال السعودية خارج الوطن للحفاظ على حقوق بنات السعوديات من أب غير سعودي.
- وفي حالة وفاة الوالدين وعدم وجود إخوة ذكور يكفلونها تكون هذه الفتاة عرضة للاستغلال ودفع الرياح لها من كل جانب فهي غريبة في عقر دارها محرومة من كل حقوق المواطن بل قد ترحل بموجب الأنظمة إلى البلد الذي تحمل هويته ولا تعرف شيئاً عنه.
- حرمانها من بعض الخدمات الصحية القاصرة على السعوديين.
- كوسيلة للحصول على الجنسية تصر الأم على تزويج ابنتها من سعودي، والذي قد يتردد كثيراً في الزواج من حاملة البطاقة لما يتبع ذلك من إجراءات الحصول على تصريح بالزواج والتي على ما يبدو أنها زادت تعقيداً في الفترة الأخيرة. وتكون المحصلة فوات سن الزواج عليها. علماً بأن الدين الإسلامي يرفض ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد" قالوا يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه "ثلاث مرات".
هل أسمح لنفسي أن أكون رسولة هؤلاء السيدات المعطاءات في بيوتهن وأعمالهن إلى ذوي الاختصاص لتفعيل البطاقة الخاصة الممنوحة لفتياتهن كنوع من التخفيف من معاناتهن. كما أتمنى على مجلس الشورى أن ينظر في موقف نظامي التجنس والإقامة من أفراد هذه الأسر.
* أكاديمية سعودية بجامعة الملك عبدالعزيز

نظام الجنسية العربية السعودية  

نظام الإقامة  

نظام الأحوال المدنية

نظام العمل والعمال

الإعلان المتعلق بحقوق الإنسان للأفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه

'الشورى' يناقش اليوم النظام الجديد للعمل والعمال

الدكتور النملة: وزارة العمل تشكل لجنة لمتابعة 'السعودة' بالقطاع الخاص

 تعديل نظام الجنسية

تعديلات على نظام الجنسية ونظام المرور الجديد أمام مجلس الشورى

تعديلات جديدة على نظام الجنسية السعودية

 السعودية لا تفرق بين العمالة الوافدة بسبب الجنس أو الجنسية أو العقيدة