دور المحكمة في الحد من حالات الطلاق

جريدة الرياض العدد 12882 الأربعاء 5/8/1424هـ

رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض لـ "الرياض":

معدلات الطلاق في المملكة قليلة وما يُذكر في وسائل الإعلام مبالغ فيه

آخر تطورات تصديق عقود الزواج ..

حوار - حمد الجمهور

قال رئيس محكمة الضمان والأنكحة بالرياض الشيخ سعود بن عبدالله آل معجب إن معدل الطلاق في المملكة يعتبر الأقل مقارنة بالدول الأخرى.
وقال في حوار ل "الرياض" إن أهم أسباب الطلاق يتمثل في عدم النظر إلى المخطوبة والاستعجال وعدم التأني في اتخاذ القرار والغضب عند ابسط الأسباب ومصاحبة أصدقاء السوء والسهر معهم مما يسبب المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق.
وبيَّن الشيخ المعجب أن المحكمة تقوم بدور كبير في ثني الكثير من المراجعين الذين يرغبون الطلاق من خلال قسم التوجيه والإصلاح الذي وجه معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بافتتاحه فإلى تفاصيل الحوار:
ما هي أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة؟
- إن معدل الطلاق في المملكة مقارنة بالدول الأخرى مازال أقل ولله الحمد فالإحصائيات التي تذكر في وسائل الإعلام مبالغ فيها وما يذكر عن الإحصائيات التي تصدر عن الجهات المختصة بهذا الشأن إنما هي إحصائية لعدد صكوك الطلاق ولا يخفى أنه كثير ممن طلق طلاقاً رجعياً أو بائناً بينونة صغرى راجع مطلقته سواء بعقد جديد أو بدون عقد جديد إذا لم تنته عدتها أو لم يكن الطلاق على عوض، أيضاً عدد سكان المملكة العربية السعودية في تزايد ولله الحمد وبالتالي حالات الزواج تتزايد من عام إلى آخر فمن الطبيعي أن يحصل عدم التوفيق في بعض حالات الزواج فيحصل الطلاق.
وأسباب الطلاق عديدة اهمها عدم الالتزام بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى المرأة التي رغب الزواج منها "انظر إليها فإنه احرى أن يؤدم بينكما" فأكثر الشباب عندما تسأله عن سبب طلاقه يقول انني لم ارها قبل الدخول بها حيث رفض اهلها ذلك وعندما دخلت عليها وجدت انها ليست المرأة التي احلم بها. وكذلك المرأة تقول لم اره قبل الزواج وعندما تزوجته رأيته أكبر مما اتوقعه وتبدأ تذكر عيوبه.
أيضاً من الأسباب عند اختيار الزوجة لزوجها أو الزوج لزوجته لم يمتثلا لقوله تعالى{وانحكو الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}.
فعدم التوفيق في الاختيار سواء من قبل الولي أو من قبل الزوج كل هذا بيد الله عز وجل ولكن المطلوب هو الحرص والتحري عن الرجل قبل الموافقة على زواجه ولا ينظر إلى النسب والمال فقط كما هو حاصل في كثير من حالات الزواج التي لم تدم طويلاً بل يجب البحث عن الرجل الصالح ديناً وخلقاً لأن الرجل الصالح في دينه يراقب الله عز وجل في تصرفاته جميعها ويبتعد عن الظلم وما يفيد العلاقة الزوجية.
أيضاً من الأسباب:
الاستعجال وعدم التأني في اتخاذ القرار والغضب عند اتفه الأسباب وعدم التحمل لصغائر الأمور التي تحدث في كثير من البيوت. وعدم القيام بالحقوق الزوجية سواء من قبل الزوج أو الزوجة إما لسبب الجهل أو ضعف الإيمان والإعراض عن شرع الله.
أيضاً هناك أسباب أخرى منها مصاحبة أصدقاء السوء والسهر معهم في الأماكن المشبوهة واستخدام ما حرم الله من شرب المسكر واستعمال المخدرات وسفر الزوج خارج المملكة مع أصدقاء السوء وعمل المنكرات هناك.
ما الدور الذي تقوم به المحكمة للحد من حالات الطلاق؟
- قامت المحكمة بدور كبير في ثني كثير ممن راجع المحكمة لرغبته في طلاق زوجته وتم الإصلاح بينه وبين زوجته ولم شمل الأسرة بعد شتاتها.
فلا يخفى أن المملكة قد قامت بافتتاح قسم خاص للتوجيه والإصلاح وذلك بأمر من معالي وزير العدل وبمتابعة من وكيل وزارة العدل فعندما يتقدم راغب الطلاق سواء كان رجلاً أو امرأة بطلب الطلاق أقوم بإحالته لقسم التوجيه والإصلاح قبل قبول طلبه ويتم استقبال المراجع من قبل موظفي القسم ونصحه وإرشاده وحل مشكلته مع زوجته حيث يتم استدعاء الزوجة أو الاتصال عن طريق الهاتف بالطرق الأخرى ومعرفة أسباب الخلاف التي تكون غالباً أسباباً بسيطة ويتم حلها وقد نفع الله بهذا القسم وقد يستدعي في بعض الحالات أن يتدخل رئيس المحكمة أو  أحد القضاة.
ما المعدل اليومي لمراجعي المحكمة وما الخدمات التي يلمسها المراجعون؟
- مراجعو المحكمة في اليوم كثر ومن قام بمراجعة المحكمة يعرف ذلك حيث إن المملكة تقوم بإثبات الحالات الاجتماعية لمستخدمي الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وما يردنا من مصلحة معاشات التقاعد وصندوق التنمية العقارية من طلب إثبات الحالات الاجتماعية.
أيضاً يوجد مأذونون داخل المحكمة يقومون بإجراء عقود زواج السعوديين من بعضهم أيضاً تقوم المحكمة بالتصديق على العقود التي تجري من قبل المأذونين خارج المحكمة ومتابعة أعمال المأذونين والموافقة على منحهم تصاريح العقود بعيد مقابلتهم وإبداء الرأي لدى الوزارة بخصوص منح راغب التصريح بإجراء العقود حسب اللائحة الجديدة للمأذونين.
لماذا لا يكون الزواج عن طريق المأذونين حتى يقلل من عدد المراجعين للمحكمة، وهل من فرق بين زواج السعودي من غير السعودي؟
- زواج السعوديين من بعضهم يكون عن طريق المأذونين سواء كانوا (المأذونين) من موظفي المحكمة أو المأذون المعطى تصريحاً بإجراء عقود الأنكحة خارج المحكمة. أما زواج السعودي من أجنبية أو الأجانب من بعضهم فالتعليمات نصت على أن يكون عن طريق المحكمة.
ما التطورات الأخيرة في مسألة تصديق عقود الزواج؟
- تحملت محكمة الضمان والأنكحة مسؤولية التوثيق على العقود بعد أن كانت المحكمة تصدق على بعض الوثائق فقط أصبحت الآن تصدق على جميع الوثائق التي تصدر من مأذوني عقود الأنكحة في مدينة الرياض وتستقبل في اليوم الواحد ما يقارب خمسين عقداً. كذلك تقوم المحكمة بمتابعة أعمال المأذونين ومنحهم الوثائق وإعطائهم التعليمات والإجابة على استفساراتهم وتوجيهم لكي يقوموا بعملهم على اكمل وجه.
التنازل عن حضانة الأولاد هل أصبحت من اختصاص المحكمة؟
- كان سابقاً عندما يحصل الخلاف بين الزوجين ويحصل الطلاق تبقى مسألة حضانة الأولاد ونفقتهم معلقة تتطلب رفع دعوى في المملكة الكبرى وبعد الرفع عن ذلك لمجلس القضاء الأعلى صدر قرار من المجلس باختصاص المحكمة بإثبات ما يصدر من الصلح بين المطلق والمطلقة في حضانة الأولاد ونفقتهم.
وبدأ العمل بهذا القرار في حينه ولاشك أنه ساعدنا كثيراً في حل هذه المشكلة.