منذ ساعات

جريدة الوطن

الملف الصحفي

نجاح الانتخابات مرهون بالتصويت للمرشح على ضوء برامجه العملية وليس الأسس الشخصية أو الانتماءات القبلية

جريدة الوطن الاثنين 24 جمادى الاولى 1425هـ الموافق 12 يوليو 2004 العدد 1382 السنة الرابعة

أكاديميون وقانونيون للوطن :
نجاح الانتخابات مرهون بالتصويت للمرشح على ضوء برامجه العملية وليس الأسس الشخصية أو الانتماءات القبلية

جدة: فايز ال مالكي
أجمع عدد من الأكاديميين والقانونيين على دور العملية الانتخابية للمجالس البلدية المحلية، التي ستنطلق بعد حوالي شهر ونصف الشهر في توسيع مشاركة المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية كخطوة جيدة نحو الإصلاح السياسي والإداري في البلاد, مشيرين إلى أن الانتخابات المزمع إجراؤها تعد اختبارا لكفاءة المواطن وإدراكه لمسؤولياته تجاه نفسه ووطنه. ووصف الأكاديميون والقانونيون الانتخابات البلدية المقبلة، بأنها إنجاز كبير علينا كمواطنين التشبث به وجعله ركيزة للانطلاق إلى مشاركة شعبية أوسع .
وأكدوا في لقاءات أجرتها الوطن معهم أمس أن من أهم وسائل نجاح التجربة الانتخابية تحقيقيها للهدف الذي أعدت من أجله وهو خدمة ودعم وحماية المصلحة العامة, مشددين في السياق ذاته على أهمية اختيار المرشحين على ضوء برامج العمل التي يقدمونها وليس على أسس شخصية أو انتماءات قبلية .
وأوضح أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان أنه بالرغم من الفترة القصيرة التي تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات (بعد حوالي شهر ونصف الشهر) إلا أن القرار يعد خطوة جيدة نحو تكوين المجتمع المؤسساتي, معربا عن أمله في ألا ينعكس ذلك على عملية انتخاب المرشحين التي قد تتم على أسس شخصية وانتماءات قبلية نظرا لعدم توافر الوقت الكافي لتمكين المرشحين من الإعلان عن أنفسهم من خلال تبنيهم لبرامج عمل يتم على ضوئها انتخابهم لعضوية المجلس .
وشدد الدكتور الخثلان على أهمية توعية المواطنين بموضوع الانتخاب وتثقيفهم بشكل يؤدي إلى مساهمتهم في العملية الانتخابية بشكل مؤثر وفاعل وإيجابي .
من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صدقة فاضل أن موضوع الانتخاب يعتبر جديدا في بعض مدننا وجديدا قديما في بعضها الآخر. وطالب بأن يكون قانون الانتخابات البلدية واضحا وصريحا، ويغطي كل التفاصيل الدقيقة للعملية الانتخابية بدءا من توضيح إجراءاتها وشروطها وانتهاء بالشروط الواجب توافرها في كل من الناخب والمرشح .
واقترح فاضل قيام محكمة قضائية مختصة في شأن الانتخابات مهمتها حسم أي خلاف قد ينشأ مستقبلا حول عملية الانتخاب, على أن تتوافر في هذه المحكمة العدالة التامة والحيادية
القصوى .
وفي ذات السياق، أكد المستشار القانوني مهند بن سعود آل رشيد أن عملية الانتخابات اختبار لكفاءة المواطن وإدراكه لمسؤولياته تجاه نفسه ووطنه, ووصفها بأنها إنجاز كبير علينا كمواطنين التشبث به وجعله ركيزة للانطلاق إلى مشاركة شعبية أوسع .
وأضاف أن أهمية الانتخابات تكمن في كونها آلية جديدة وحضارية تعتمد لأول مرة في السعودية على المستوى الرسمي, فضلا عن أهمية الإرادة السياسية التي تقف خلفها باعتبارها منجزا ينهض على أساس التفهم التام لمطالب المواطن ورغبته الملحة في توسيع دوره في المشاركة الإدارية, ورغبة تتواءم مع طبيعة المرحلة الراهنة ومستوى السعودية إداريا وسياسيا .
ويرى آل رشيد أن أهل المناطق ووجهاءها أولى بالترشيح, لكن معيار الأفضلية يتعين تركه لتقدير الناخب الذي يحق له اختيار من يشاء, إلا أن ذلك لن يكون متروكا كليا للتناول العام .